انتفاضة طلاب كلية الهندسة اليونانية بتاريخ 17 نوفمبر تشرين الثاني عام 1973

تاريخ النشر : 17-11-2024

التصنيفات : أخبار اليونان - سياسة

في السابع عشر من شهر نوفمبر تشرين الثاني من كل عام، تتجه الذكريات الى باحة كلية الهندسة في الجامعة اليونانية التي انطلقت منها شرارة انتفاضة الطلاب وعموم الشعب اليوناني ضد الاستبداد الديكتاتوري، وذلك في شهر نوفمبر من العام 1973، بعد أن تعاظم النضال ضد الحكم المناهض للديموقراطية، مما أدى الى سقوط حكم الجنرالات الديكتاتوري الذين كانوا قد قاموا بانقلابهم العسكري الغاشم بتاريخ 21 ابريل نيسان من العام 1967.

لقد بدأ العدّ العكسي لانطلاق الانتفاضة الطلابية في اثينا بتاريخ 14 فبراير شباط 1973، عبر التجمع التظاهري بهدف المطالبة بإلغاء القانون 1347  الذي فرض  التجنيد العسكري على كل الذين مارسوا انشطة نقابية ابان فترة دراساتهم.  وانتهكت الشرطة اليونانية حرمة كلية الهندسة، وألقت القبض على 11 طالبا وأحالتهم الى القضاء العسكري، فيما الغت الشرطة العسكرية تصاريح تأجيل الخدمة العسكرية الالزامية لحوالي 100 طالب جامعي.  الأمر الذي حدا بمجلس عمداء الكلية الى الاحتجاج على خرق حرمة كليتهم، وتقديم استقالتهم. وبعد سبعة أيام أي بتاريخ 21 فبراير شباط،  قام الطلاب باحتلال مبنى كلية الحقوق في اثينا، رافعين شعارات منها "الديموقراطية"، "لتسقط الديكتاتورية"، و"عاشت الحرية"، فتدخلت الشرطة مجددا، وطردت بالقوة الطلاب من مبنى الكلية.  مما ادى الى احتدام التحركات الاحتجاجية، وصولا الى يوم 14 نوفمبر تشرين الثاني، الذي انطلقت فيه ام المظاهرات ضد النظام المعادي الديموقراطية .  فقد تجمع مئات الطلاب في باحة كلية الهندسة، وهتفوا ضد الحكم الديكتاتوري في البلاد، وطوقت قوات الشرطة المبنى، فيما بلغت المشاركة الشعبية ذروتها مع تجمع الحشود حول الكلية، وتحول التجمع الى انتفاضة شعبية حقيقية. وعمد طلاب كلية الهندسة الى تشغيل اذاعة الكلية بقوة 250 واط التي غطت منطقة اتيكي بأسرها، وبث المذيع التالي: "يا شعب اثينا انزل الى الشارع، نحن ندعو كل القوى الديموقراطية والمقاومة للنضال معا، الان او ابدا.



ووقعت صدامات دامية بتاريخ 16 نوفمبر حول مبنى كلية الهندسة، وفي تمام الساعة السابعة والنصف ليلا، اطلقت قوات الشرطة الاعيرة النارية والقنابل المسيلة للدموع في محاولة منها لتفريق المتظاهرين.  وتدخل الجيش في منتصف الليل عبر ارسال رتل من دباباته الى العاصمة اثينا، وفي تمام الساعة 02:30 حاصرت الدبابات الكلية، فتمسك الالاف الطلاب بدرابزين الكلية وأنشدوا النشيد الوطني، هاتفين "نحن اخوة فلا تقتلونا". وفي تمام الساعة 02:45 فجرا، دمرت احدى الدبابات حائط الكلية، فتمكنت القوى الأمنية من الدخول الى حرمة الكلية، وقامت بمطاردة الطلاب، مما ادى الى سقوط المئات بين شهداء وجرحى، فيما نجا آخرون بسبب لجوئهم الى الابنية المجاورة.  عندها أعلن الدكتاتور "يورغوس باباذوبولوس"  تطبيق الأحكام العرفية، لكن بتاريخ 25 نوفمبر تشرين الثاني حدث انقلاب عسكري جديد بقيادة الجنرال "ديمتريوس يوانيذي" الذي رفع من مستوى قساوة الأحكام العرفية، لكن الحكم الدكتاتوري سرعان ما سقط بتاريخ 23 يوليو تموز عام 1974،  بعد أن فشل في مواجهة الغزو التركي لقبرص واحتلال القسم الشمالي منها









شاهد أيضاً