اليونان تواجه مخاطر الكوارث على الصحة العامة

تاريخ النشر : 26-09-2023

التصنيفات : أخبار اليونان - الصحة

المياه الراكدة وأضرار شبكات الصرف الصحي والحيوانات الميتة تمثل ثلاثيا قاتلا وخطيرا على الصحة العامة

تواجه اليونان، التي تعرضت هذا العام لكوارث طبيعية قاسية من حرائق ضخمة وفيضانات وما رافقهما من تضرر شبكات المياه والصرف الصحي، مخاطرا حقيقية تهدد الصحة العامة للسكان وسط مخاوف من انتشار الأمراض المعدية.


ما شهدته اليونان عام 2023 كان جزءا من الكوارث المناخية التي اجتاحت جميع أنحاء العالم، وخاصة منطقة البحر الأبيض المتوسط التي كان لها نصيب الأسد من موجات الحر والجفاف وحرائق الغابات والفيضانات التي ضربت أيضا "إسبانيا وإيطاليا وتركيا وبلغاريا وإيطاليا وآخرها ليبيا".


وصنفت الحرائق التي اندلعت في الغابات الضخمة في منطقة "أتيكا" الوسطى ومنطقة "إيفروس" الشمالية الشرقية في اليونان، في يوليو/ تموز الماضي، على أنها الأكبر في أوروبا خلال الأعوام العشرين الماضية، حيث التهمت أكثر من 80 ألف هكتار من الغابات.


خبراء ومنظمات صحية محلية ودولية قالوا إن هذه الحرائق شكلت تهديدات مباشرة وغير مباشرة على الصحة العامة في اليونان، حيث ازدادت إصابات الحروق والإصابات الناجمة عن التعرض المباشر للهب أو الحرارة الإشعاعية، والأمراض إما المرتبطة بالحرارة مثل الجفاف وضربة الشمس، أو المزمنة المتعلقة بالجهاز التنفسي بسبب الدخان المُنبعث.


كما أثارت الفيضانات التي اجتاحت منطقة "ثيساليا" (وسط)، في سبتمبر/ أيلول الجاري، مخاوف جدية على الصحة العامة في اليونان، حيث دمرت أو ألحقت أضرارا جسيمة بشبكات المياه في العديد من المدن، وتركت عشرات الآلاف من الأشخاص دون مياه نظيفة، وقتلت مئات الآلاف من الحيوانات.



أمراض معدية

وفي حديث للأناضول، قال ديميتريوس باراسكيفيس وكاسياني ميلو، من كبار الخبراء بمنظمة الصحة اليونانية (EODY)، إن المخاطر الصحية الرئيسية الناجمة عن مياه الفيضانات الراكدة تتمثل في "الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق المياه أو القوارض أو الحيوانات الأخرى".


وقال الخبيران إن "إجراءات النظافة الشخصية تشكل أهمية قصوى في هذا الوقت بالنسبة للسكان المتضررين".


وأوضحا أن "جودة المياه يتم اختبارها بشكل مستمر"، قائلين إن "جهودا كبيرة يتم بذلها لاستعادة أنظمة شبكات المياه في المناطق المتضررة".


وأشار الخبيران إلى أنه بالتزامن مع "اكتشاف حالات فيروس غرب النيل خلال هذا الصيف في بعض المناطق المتضررة، تم اتخاذ تدابير محددة تُبقي سلطات الصحة العامة في حالة يقظة".


وبيّنا أن "عمليات المراقبة في المناطق المتضررة بعد الفيضانات الكارثية، تم تكثيفها، فيما لم تحدد تلك الأنظمة أي مخاطر صحية شديدة على السكان حتى الآن".


وأضاف الخبيران أن السلطات "اتخذت إجراءات لضمان التحديد المبكر للمخاطر المحتملة، بما في ذلك الاختبارات المعملية المكثفة وتنفيذ نظام مخصص لمراقبة المتلازمات في المناطق المتضررة".


 ثلاثي قاتل

من جانبه، قال جيكاس ماجيوركينيس، كبير خبراء علم الأوبئة في كلية الطب بجامعة أثينا، إن "المصدر الرئيسي لمخاطر الصحة العامة في ثيساليا (وسط)، هو مزيج من المياه الراكدة، والأضرار التي لحقت بشبكات الصرف الصحي والحيوانات الميتة".


وأضاف للأناضول: "لا يمكن فصل هذه المصادر الثلاثة الموجودة حاليا في ثيساليا، فجميعها مختلطة وتمثل جزءا من نفس المصدر للأمراض المعدية المحتملة".


وبحسب ماجيوركينيس، فإن أبرز الأمراض الرئيسية المحتملة تتمثل في "التهاب المعدة والأمعاء المعدي، والتهاب الكبد من نوع A وE الناتج عن اختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه الراكدة، وداء البريميات بسبب موت القوارض في المياه الراكدة".


وأكد أن "الهدف الأساسي للصحة العامة في المرحلة الحالية هو ضمان الحصول على المياه النظيفة الصالحة للشرب".


وشدد ماجيوركينيس في ختام حديثه على أهمية إطلاق "حملات توعية في المناطق المنكوبة بالفيضانات، لتوعية الناس بالإجراءات الاحترازية لتجنب الأمراض والالتهابات المحتملة".









شاهد أيضاً