إنقاذ عائلات سورية عالقة وسط نهر إيفروس الحدودي بين تركيا واليونان

تاريخ النشر : 06-05-2023

التصنيفات : أخبار اليونان - المهاجرين واللاجئين

تدخلت السلطات اليونانية الأربعاء الماضي لإنقاذ حوالي 40 سوريا، أغلبهم من النساء والأطفال، كانوا عالقين وسط جزيرة صغيرة في نهر إيفروس الحدودي مع تركيا. وتتعرض اليونان لانتقادات مستمرة من قبل المنظمات الحقوقية التي تتهمها بالتعامل العنيف مع طالبي اللجوء ومنعهم من إكمال طريقهم.

بعد أن بقوا عالقين لساعات طويلة، أنقذت السلطات اليونانية أخيرا أمس الأربعاء 39 مهاجرا جميعهم من السوريين، كانوا على جزيرة صغيرة وسط نهر إيفروس الحدودي بين تركيا واليونان.


ونشر الصليب الأحمر اليوناني صورا بعد إنقاذهم المهاجرين، قبل أن تنقلهم السلطات إلى مركز استقبال في بلدة "أوريستيادا" شمال شرق اليونان.



بحسب بيان الشرطة، كان من بين السوريين، 11 امرأة و15 طفلا عبروا النهر من الضفة التركية على متن قارب مطاطي، وتركهم المهرب على متن هذه الجزيرة التي لم تكن تبعد عن الأراضي اليونانية سوى 80 مترا. إلا أنه ورغم المسافة القريبة لم يكن بإمكان هذه العائلات إكمال طريقها بمفردها.


وبعدما تخلى عنهم المهرب، تمكنت المجموعة من الاتصال بمنصة "هاتف الإنذار" التي تتلقى عادة نداءات استغاثة المهاجرين الذين يواجهون محنة أثناء عبورهم الحدود.



أبلغت المنصة المستقلة على الفور السلطات اليونانية ووكالة حرس الحدود الأوروبية "فرونتكس" المتواجدة في هذه المنطقة، وتواصلوا أيضا مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.



وقال ناطق باسم المنصة إن "العديد من الأطفال في المجموعة ليسوا بصحة جيدة، وأحدهم كان يعاني من مشكلة في القلب والآخر قد تسمم"، ورغم تواجدهم من مسافة قريبة من البر اليوناني، "أمضت المجموعة الليلة على الجزيرة محرومين من الطعام والمياه".


انتهاكات


تلك ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مهاجرون لحوادث مماثلة، إذ يشكل نهر إيفروس الحدود البرية الوحيدة بين تركيا واليونان ويمتد على طول 200 كلم، يضيق عرض بعض أجزائه إلى مئات الأمتار فيما يبلغ عرض أجزاء أخرى بضع كيلومترات.


ولطالما تعرضت اليونان لانتقادات من منظمات حقوقية تتهمها بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق طالبي لجوء، من قبل جهازي خفر السواحل وحرس الحدود، في بحر إيجة وعند نهر إيفروس. الانتهاكات شملت إعادة قسرية باتجاه تركيا، وترهيب للمهاجرين، وفي كثير من الأحيان ضربهم وتجريدهم من ممتلكاتهم.


وكانت نشرت شبكة "مراقبة العنف على الحدود" تقريرا في شباط/فبراير الماضي، وثقت فيه وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان في مناطق عمليات "فرونتكس" في اليونان، وعلى الأخص عند الحدود البرية قرب إيفروس حيث "يُحتجز الأشخاص في كثير من الأحيان في أماكن سرية وتتم إعادتهم بعنف إلى تركيا".


إطلاق نار وإصابة "مهرب"


وأمس الأربعاء، تعرض مهاجرون بعد عبورهم نهر إيفروس لحادثة إطلاق نار، حينما كانوا في سيارة على بعد كيلومترات قليلة من مدينة أليكسندروبولي، التي يمر عبرها المهاجرون عادة في طريقهم إلى سالونيك، ومنها يتجهون شمالا، لا سيما باتجاه مقدونيا الشمالية قبل وصولهم إلى وجهتهم النهائية في إحدى دول أوروبا الغربية.



بحسب بيان نشرته الشرطة اليونانية، كان سبعة مهاجرين في سيارة تجاهلت أوامر الشرطة بالتوقف، "وقام (السائق) بمناورات خطيرة، ثم أوقف السيارة (...) وهرب سيرا على الأقدام مع سبعة مهاجرين غير شرعيين آخرين".


وأثناء تدخل الشرطة لمنع المهاجرين من إكمال طريقهم، استخدم أحد العناصر سلاحه وأطلق النار، ما أدى إلى تعرض السائق لإصابة خطرة نقل على إثرها إلى مستشفى أليكسندروبولي، فيما أوقفت الشرطة المهاجرين السبعة.


وفتحت النيابة العامة تحقيقا أوليا للكشف عن ملابسات الحادثة، فيما قالت السلطات إنها أوقفت ضابط الشرطة الذي أطلق النار تجاه المهاجرين.


اتهامات متبادلة


وتتبادل تركيا واليونان الاتهامات بشأن سوء أوضاع المهاجرين، خاصة المتواجدين على المناطق الحدودية، فتتهم أنقرة أثينا بصد المهاجرين الذين يدخلون البلاد عن طريق البر والبحر بعنف، بينما تتهم اليونان تركيا بـ"دفع المهاجرين" إلى الحدود للضغط على الاتحاد الأوروبي.


وقال وزير الشرطة اليوناني إن حوالي 265 ألف مهاجر مُنعوا من دخول البلاد بشكل غير قانوني العام الماضي.


وكانت منظمة "العفو الدولية" وثقت حالات غرق مهاجرين في إيفروس، بعضهم تعرض للعنف من حرس الحدود اليوناني الذي أمرهم بالعودة إلى تركيا سباحة، وجاء في أحد شهادات الناجين الذين "أجبروا على النزول من القارب والغوص في الماء بالقرب من جزيرة في وسط إيفروس" في 2021، إن "أحدهم طلب المساعدة كونه لا يعرف السباحة. كان يكافح لإبقاء رأسه فوق الماء. لكن التيار جرفه بعيدا".


وشيّدت اليونان جدارا حدوديا في منطقة إيفروس يمتد على طول 27 كلم قريبا ويبلغ ارتفاعه خمسة أمتار ومزود بتقنيات حديثة لمراقبة الحدود والكشف عن تحركات الأشخاص على الجهة المقابلة. وتسعى أثينا حاليا إلى إضافة 35 كلم إضافية، بهدف نهائي هو تغطية معظم الحدود المشتركة مع تركيا البالغ طولها 192 كلم.





شاهد أيضاً