باحتضان الأسد عربياً مقابل طرد إيران من سوريا.. هل ينجح بن زايد؟

تاريخ النشر : 03-04-2022

التصنيفات : الوطن العربي - سوريا

ليس الاتفاق النووي وحده هو ما اهتم به المشاركون في قمة النقب. فإلى جانب القلق الناشئ عن تداعيات الاتفاق، بحثت فكرة تصفية الوجود والنفوذ الإيراني في سوريا ولبنان من خلال تسويغ الفساد المسمى “الأسد”.

هذه الفكرة، مثلما يتبين من التقرير، ليست جديدة ولكنها تحظى بدفعة نشطة من جانب ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد بموافقة سلبية من إسرائيل وباقي المشاركين في القمة. في تشرين الثاني من العام الماضي، بعث بن زايد بوزير خارجيته إلى دمشق، وفي الشهر الماضي استقبل الأسد في الإمارات. زيارة أولى للرئيس السوري لدولة عربية منذ بدأ يسفك دم مواطنيه قبل 11 سنة وطرد بسببها من الجامعة العربية.


ليس صدفة أن الإمارات هي التي تقود الخطوة الآن. فنار الثوار الحوثيين نحو الإمارات دفنت مساعي الحل الوسط في العلاقات مع طهران، وذكرت دول الخليج بأن التهديد الأساس عليها من جانب إيران سيشتد بعد التوقيع على الاتفاق النووي.



من هنا تأتي الصفقة التي تدفع الإمارات باتجاهها: أن تعمل الدول العربية على تجديد الشرعية العربية والدولية للطاغية السوري، وإعادة سوريا إلى الجامعة العربية أيضاً، وبالمقابل يأمر الأسد بإخراج “كل القوات الأجنبية” من نطاق سوريا واستئناف السيادة الكاملة لدمشق على كل أراضي الدولة. بدون ميليشيات إيرانية وبدون قوات تركية.


في الغرف المغلقة يشرح بن زايد المنطق من خلف الاقتراح. بداية مع أن الأسد حاكم وحشي وعديم الرحمة، لكنه لا يزال البديل الوحيد المتبقي لقيادة سوريا، وكل البدائل الأخرى أسوأ منه. ثانياً، مع أن الأسد نجا بفضل حراب “حزب الله” وإيران والجيش الروسي، لكنه ليس “عاشقاً” للوجود الإيراني، بل يسره التخلص منه. وثالثاً، يفهم الأسد بأن ليس لإيران المقدرات الهائلة اللازمة لإعادة إعمار سوريا من خرائبها، بينما الإمارات يمكنها المساعدة.


ليست عُمان والإمارات فقط، بل مصر والأردن ودول عربية أخرى، إلى جانب إسرائيل، تؤيد هذه الصفقة المقترحة لتسويغ الطاغية السوري. المشكلة أن الحديث يدور عن فكرة ليست عملية، على الأقل ليس في هذه المرحلة.


صورة الوضع لا تتغير


مع أن الأسد نجا من الحرب، لكن أجزاء واسعة من سوريا ليست تحت سيطرته. وهو مدين بنجاته للروس وللإيرانيين، وهؤلاء تغلغلوا عميقاً في صفوف الجيش السوري. ليس بوسعه أن يطلب خروج الإيرانيين و”حزب الله”، الذي يسيطر أيضاً على منطقة الحدود بين سوريا ولبنان، وليس بوسعه أيضاً أن يطلب خروج الأتراك من شمال سوريا، قبل أن تتحقق تسوية تبعد الثوار الأكراد عن الحدود. الولايات المتحدة تعارض إبقاء الأسد في الحكم، وإن احتمال تنسيق المواقف بين موسكو وواشنطن في موضوع إبعاد الإيرانيين عن سوريا في وقت تضج فيه المدافع في أوكرانيا، احتمال يقترب من الصفر.


في هذه الظروف، لا مكان للأمل في أن تحدث إعادة الأسد إلى حضن الأمة العربية تغييراً أساسياً في صورة الوضع داخل سوريا. سيتعين على إسرائيل الوقوف على استعداد كي تقلص آثار الاتفاق النووي، دون التخلي عن جهود لتقلص النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان بكل سبيل ممكن.










شاهد أيضاً