ما قصة المنافسة الإسرائيلية التركية بسبب اليونان؟

تاريخ النشر : 04-07-2022

التصنيفات : تركيا - أخبار تركيا

هي منافسة شرسة بين طائرات وأجهزة دفاع “القبة الحديدية” الإسرائيلية و”البيرقدار” التركية، دفعت تلك المنافسة باليونان إلى اللجوء لتل أبيب ضد أنقرة، فما هي التفاصيل؟ لجوء أثينا إلى إسرائيل، نتيجة التحدي الذي تشكله الطائرات المسيرة التركية “البيرقدار” لليونان، فاختارت الأخيرة الذهاب لشراء نظام صاروخي يهدف للتصدي للمسيرات التركية، يعرف باسم “القبة الحديدية”.

في آخر شهرين، نفذت اليونان سرا نظام نشر “مظلة للتصدي للمركبات الجوية غير المأهولة للعدو” فوق جزر ومواقع مهمة أخرى في جميع أنحاء البلاد، ويستخدم هذا النظام تكنولوجيا إسرائيلية لتعمية الطائرات بدون طيار وتعطيل خطط رحلاتها.


النظام هو نسخة من نظام مضاد للطائرات بدون طيار، يحتوي على ميزات مشابهة لتلك الموجودة في قبة الطائرات بدون طيار الإسرائيلية، وهو نظام مشتق من “القبة الحديدية” الإسرائيلية المضادة للصواريخ، طورته تل أبيب للتصدي للطائرات بدون الطيار أيضا.


ويتكيف النظام الذي صدّرته تل أبيب لأثينا، مع الاحتياجات الخاصة لليونان والتضاريس الجغرافية للجزر والمناطق الحدودية اليونانية الأخرى، حسب تقرير لمجلة “فوربس” الأميركية.


“القبة الحديدية” المضادة للمسيرات، بنيت بوساطة شركة أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتطورة “رافائيل”، وهي متخصصة في مواجهة الطائرات المسيرة، حيث يمكنه تحييدها عن طريق التشويش على اتصالاتها ونظام تحديد المواقع العالمي ” جي بي إس”.



تنسيق بين أثينا وتل أبيب

الطائرات بدون طيار ذاتية التحكم بالكامل، ويستخدم النظام لها ليزرا غير مرئي بقدرة 10 كيلو مترات، يمكنه إسقاط الطائرات بدون طيار على مسافة تصل إلى ميلين.


في عام 2021، وقعت إسرائيل واليونان، صفقة دفاعية بقيمة 1.68 مليار دولار، وهي الأكبر في تاريخهما، والتي تضمنت إنشاء مدرسة طيران في اليونان.


ورغم تحسن العلاقات التركية الإسرائيلية مؤخرا، فيبدو أن التنسيق بين أثينا وتل أبيب ما زال مستمرا، حيث يعتقد أن اليونان استحوذت أنظمة إسرائيلية أخرى إضافة إلى “القبة الحديدية” المضادة للمسيرات.


في مواجهة امتلاك تركيا لثالث أكبر أسطول من طائرات “إف 16” الأميركية بعد أميركا وإسرائيل، سعت اليونان لتعزيز أسطولها الجوي، حيث استحوذت على 24 طائرة مقاتلة من الجيل 4.5 من طراز “رافال” من فرنسا، وتعاقدت مع واشنطن على ترقية 84 طائرة من طراز “إف 16″، إلى أحدث تكوين “بلوك 72”.


في المقابل، تركز أنقرة على التصنيع المحلي للمعدات العسكرية، والذي شمل سفنا حربية وطائرات مروحية، والدبابة “ألتاي” التي اقتربت من دخول الخدمة.


وفي الجو، تسعى تركيا للحصول على 40 طائرة “إف 16” الأميركية، وتحديث جزء من أسطولها من الطائرة ذاتها الذي بدأ يتقادم.



تفكير أنقرة

أنقرة تفكر في شراء مقاتلات “تايفون” الأوروبية من بريطانيا، بينما يعتقد أن برنامجها الطموح لتصنيع طائرة شبحية من الجيل الخامس، ما زال أمامه عدة سنوات.


وتسعى اليونان لعرقلة حصول تركيا على صفقة الـ “إف 16″، والتي تشمل تحديث نحو 80 طائرة موجودة لدى تركيا إضافة لشراء نحو 40 طائرة جديدة، وهي صفقة مهمة لأنقرة في ضوء إخراجها من برنامج “إف 35″، وحاجتها لطائرات حديثة إلى حين دخول الطائرة الشبحية محلية الصنع للخدمة.


واختبرت المسيرات التركية على نطاق واسع إبان تدخلها غير القانوني في ليبيا وإدلب وأذربيجان وسيطرتها على تلك الدول والأمكنة.


كما أن الطائرة المسيرة لها ميزة، أنه يمكن استخدامها في الحروب بالوكالة، والحروب منخفضة الكثافة دون تكلفة عسكرية أو بشرية أو معنوية كبيرة.


ويمكن استخدامها في مراحل التوتر التي لا تصل للحرب كأداة لفرض النفوذ أو وسيلة فعالة للاستطلاع بدون الوصول لمرحلة الاشتباكات العسكرية، وذلك ما تفعله أنقرة عبر “البيرقدار” في التوتر القائم مع اليونان.


وتستطيع طائرات “ابيرقدار”، القيام بـ 3 إلى 4 رحلات جوية يوميا، للمراقبة تحركات السفن الحربية والدفاعات اليونانية عن كثب على الجزر اليونانية.



وشكك زعيم “حزب الحل” اليوناني القومي، كيرياكوس فيلوبولوس، في فائدة الطائرات المقاتلة عالية الأداء مثل “رافال” ضد أعداد كبيرة من الطائرات بدون طيار التركية، متسائلا: “ما الفرق الذي سيحدثه إذا اشترينا 200 طائرة من طراز رافال؟”.


لذلك تريد أثينا مستشعرات قبة الطائرات المسيرة القوية لجعل الأمر أكثر صعوبة وخطورة على الطائرات بدون طيار التركية لمراقبة تحركاتها العسكرية بشكل روتيني، حتى إنه قد يستخدم قدرة النظام على القتل الصارم في حالة المواجهة، وفق “فوربس” الأميركية.


هدف آثينا

هدف اليونان هو حرمان تركيا من استخدام ا لطائرات بدون طيار، وتأمل أن يمثل استحواذها على هذه أنظمة “اليبة الحديدية” الإسرائيلية، بداية لذلك.


مطورو “القبة الحديدية”، يقولون إن نسبة نجاح النظام تصل إلى 90 بالمئة، وبدأ هذا الرقم الضخم في التحول تدريجيا إلى حقيقة مقبولة، حسب تقرير “فوربس”.


بصفة عامة تمثل الطائرات المسيَّرة مشكلة بالنسبة للصواريخ الدفاعية وأنظمة الرادارات، لأنها قد تكون مصنوعة من مواد لا تعكس أشعة الرادار، ومحركاتها كهربائية وليست حرارية في الأغلب، مما يصعب تتبُّعها من أجهزة الرصد الحراري التي تستطيع رصد الصواريخ.


نظام “القبة الحديدية” الإسرائيلي، أثبت قدرته على صدِّ طائرات “شهاب” التابعة لـ “حركة حماس” الفلسطينية شكل كافٍ، ومنعها من إحداث خسائر، حسب “فوربس”.


فيما يتعلق بنظام “القبة الحديدية” الإسرائيلي المضاد للمسيرات الذي اقتنته اليونان، فإنه من الواضح أنه يركز بشكل كبير على التشويش على اتصالات الطائرة المسيرة بمشغليها الأرضيين، ثم الأولوية الثانية لديه إسقاط الطائرة عبر الليزر.


أخيرا، قد يواجه الجيل الحالي من الطائرات المسيرة تحديا قريبامن الأنظمة المضادة، وستتوقف نتيجة المعركة على قدرة منتجي الطائرات المسيرة على تطوير أنظمة بديلة.





شاهد أيضاً