تقاليد عيد راس السنة في اليونان

تاريخ النشر : 02-01-2022

التصنيفات : أخبار اليونان - منوع

لا تزال لعادات عيد راس السنة في اليونان طابع مميز تمت المحافظة عليه منذ قرون عدة، فلكل منطقة فيها تاريخها وتقاليدها التي تنتقل من جيل الى اخر، كإرث ثقافي محفوظ في متحف الهواء الطلق.

وفي مدينة "كافالا" (بالعربية "قوالة") الكائنة في شمال اليونان، يحيي السكان عادات نقلوها معهم من تراقيا الشرقية، اذ يقدم اكبر مسن في المنزل على ضرب ثمرة الرمان في مدخل المنزل، في اشارة لجلب الحظ والخير الوفير، تيمنا بحبات الرمان، ومن ثم ينقل حجرا الى داخل البيت كي تكون عائلته في العام الجديد متماسكة ومتينة كالحجر الصلب الذي حمله، كما يحمل المسنّ على ظهره كيس القديس باسيليوس (ايوس فاسيليس) ويوزع الهدايا على الاطفال، فايوس فاسيليس  أو "بابا نويل" اليونان يأتي في يوم راس السنة وليس في عيد الميلاد.  

وفي مدينة "رومولي" التي تقع في وسط البلاد، يأكل "خبز فاسيليس"  يوم رأس السنة الذي يصادف عيد القديس باسيليوس، وتستخدم ربات المنازل في طهيه الطحين والحمّص المالح والحبق، ويرسمن عليه رسومات عدة ترمز الى وفرة الانتاج والصحة والعائلة. 



أما في مدينة "هيراكليو" الكريتية، فما زال السكان يحافظون على تقليد "اليد الخيرة" حيث يقوم الزوار باعطاء "العيدية" (المعروفة بالعامية بالبسترينة وباليونانية بـ"بولوستريني") الى اولاد المنزل، ويأكل الجميع حلوى "البوغاتسا" بوفرة، كي يكون العام الجديد حلوا ويزخر برغد العيش. والهدية التي تقدم في رأس السنة  او عادة البسترينة  مشتركة بين المسيحيين العرب واللبنانيين وأهل جزيرة كريت اليونانية.

وفي جميع انحاء اليونان، يقوم الأطفال بمناسبة العام الجديد بالغناء والتراتيل والعزف على آلة موسيقية بشكل مثلث، ويسمى هذا التقليد باليونانية "كالاندا"، ومصدره روما القديمة حيث كان يعرف اول يوم في السنة بـ "Kalanda".  وبعد انتهائهم من الغناء والعزف، يحصل الأطفال على العيدية. 

وفي ليلة رأس السنة، تجتمع العائلة والأصدقاء في انتظار "التغيير" من السنة القديمة الى السنة الجديدة. فيتبادلون الهدايا ويلعبون ورق الشدة لكسب المال، والربح هو فأل حسن في ما خص العام المقبل، أما الخسارة فتنذر بالحظ السيئ.  كما يقطع الساهرون كعكة رأس السنة الجديدة المعروفة بـ"فاسيلوبيتا" أو كعكة القديس باسيليوس  التى تحتوي على "عملة ذهبية" ويوزعونها في ما بينهم، ويعتقد بأنّ من يجدها في قطعته، سيكون محظوظا على مدار العام.

وفي العديد من القرى المقدونية واقليم بيلوبونيز، تسمع الابتهالات الدينية الداعية الى طرد الارواح الشريرة والشياطين، اعتبارا من يوم عيد الميلاد  لغاية عيد الغطاس الواقع في 6 كانون الثاني. وفي قرى محافظة "ابيرو" يقدم السكان على اضرام النار في 23 كانون الاول ويرمز ذلك الى النار الذي اشعلها المجوس قبيل ولادة السيد المسيح في بيت لحم. 

تقليد العفاريت 

يعتقد العديد من سكان جزيرة "سكياثوس" اليونانية ان العفاريت تحضّر مركبها في الاول 1 كانون الثاني كي تبحر الى الجزيرة، عشية عيد راس السنة لتصل في يوم العيد.  ولا يجرؤ احد من السكان على الخروج من منزله ليلا بسبب الخوف من ظهور العفاريت التي تقوم بمغادرة الجزيرة على وجه السرعة قبل ان يقدس الكاهن المياه يوم عيد الغطاس ويخرجها منها.  وحسب التاريخ القديم اليوناني، تظهر العفاريت بين 25 كانون الاول و6 كانون الثاني لان المياه تكون غير مقدسة  خلال هذه الفترة، وتخرج العفاريت التي تعيش في العالم السفلي وتقتات من الافاعي والديدان،  لتتحرش بالبشر وتخرب منازلهم. 

تقليد "ميموغاري" 

ما زال تقليد "موموغاري" قائما في قريتي "بلاتانيا" و"ستيتاغري" الكائنتين في محيط مدينة "دراما" الشمالية، ويعود اصله الى "البوندين" اليونانيين. و"ميموغاري" مصطلح تمت صياغته من كلمتين: "ميموس" أي تقليد و"ياروس" أي الكهل، ومعناه الحركات التقليدية.  ويقوم عدد من السكان بارتداء جلد الذئاب او الوحوش، ويحملون السيوف.  ويأملون عبر لباسهم جلب الحظ  في العام الجديد، ويجولون في الأزقة بين 25 كانون الاول و6 كانون الثاني وهم يطلقون الابتهالات الدينية "الكالندا". وحينما تلتقى مجموعة مع اخرى، يقدمون على تقليد المبارزة الحربية بالسيوف في ما بينهم، وتنتج عن المبارزة مجموعة منتصرة واخرى منهزمة.







المصدر: ΕΡΤ



شاهد أيضاً